فصل: الفصل السادس: قراءات متنوعة... ومقالات صحفية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: قراءة في فكر علماء الإستراتيجية (نسخة منقحة)



.الفصل السادس: قراءات متنوعة... ومقالات صحفية:

المبحث الأول: قراءة في فكر د. مراد هوفمان.
المبحث الثاني: قراءة في مقالة: المصريون في مهب الريح.
المبحث الثالث: قراءة في فكر الأستاذ/ سعد الدين وهبه:
المحور الأول: إسرائيل تستعد للحرب لتحقيق السلام.
المحور الثاني: إسرائيل عارية.
المحور الثالث: ماذا قال الإسرائيليون بعد رحيله.
المبحث الرابع: قراءة في مقالة: د. مصطفى محمود: (دستور اللصوص).
المبحث الخامس: قراءة في مقالة الأستاذ/ أحمد بهجت: (جذور العنف).

.المبحث الأول: قراءة في فكر د. مراد هوفمان:

.تعريف بالمؤلف:

* الدكتور مراد هوفمان.
* ولد في 6 يوليو1931 لأسرة كاثوليكية في أشافينبرج، ألمانيا.
* أنهى دراسته الجامعية 1950.
* أنهى دراسته للقانون الألماني، بحصوله على الدكتوراه من جامعة ميونخ 1957.
* حصل على درجة الماجستير في القانون الأمريكي من جامعة هارفارد 1960.
* اعتنق الإسلام عام 1980، أدى العمرة 1982 أدى الحج عام 1992.
* عمل في الإدارة الخارجية الألمانية من1991- 1994.
* تخصص في وسائل الدفاع النووي.
* كانت آخر مناصبه، مدير استعلامات الناتو في بروكسل 1983- 1987 كما عمل سفيراً لألمانيا في الجزائر من 1987- 1990 وعمل سفيراً لألمانيا في المغرب من 1990- 1994.
* كتب فى1985 يوميات مسلم، ثم طبعت بالإنجليزية عام 1987، في كولون، ثم أعيد طبعها بالألمانية 1990 في كولون، والفرنسية 1990، بالجزائر ثم الفرنسية أيضا في الرباط 1993 وبالعربية 1993 بالقاهرة.
أثار كتابه الإسلام كبديل الذي نشر بالألمانية 1992 اهتمام ألمانيا والعالم- أعيد طبعه بالألمانية 1993، في ميونخ ثم ترجم إلى الإنجليزية والعربية عام 1993.
* له كتب ومقالات عدة نذكر منها على سبيل المثال:
1- الإسلام عام 2000 ترجمة/ عادل المعلم- مكتبة الشروق- طبعة أولى، القاهرة 1995.
2- الإسلام كبديل- ترجمة: د. غريب- مؤسسة بافاريا للنشر، 1993.
3- ندوة بعنوان: الإسلام ينتشر بقوة في الغرب.
تحت هذا العنوان عرضت مجلة الوعي الإسلامي بالكويت في عددها 372 بتاريخ 1417 هـ- بقلم عبد الرحمن: أن الدكتور هوفمان قال: لقد أمضيت 4 سنوات من عمري مديراً إعلاميا لحلف الأطلنطي، ورأيت كيف يخططون لإبادة الإسلام وتشويه صورته.

.قراءة في فكر الدكتور/ مراد هوفمان مستشار الحلف الأطلنطي وسفير ألمانيا بالرباط سابقا:

.الإسلام ينتشر بقوة في الغرب:

تحت هذا العنوان نشرت مجلة الوعي الإسلامي على صفحاتها (60- 63) نص الحوار الذي جرى مع الدكتور هوفمان على النحو التالي:
استضافت وزارة الأوقاف المصرية السفير الألماني المسلم/ د. مراد هوفمان الذي أحدث إسلامه في الغرب دويا هائلاً- في ندوة مهمة حول مستقبل الإسلام في الغرب وسبل الحوار الصحيحة مع المسيحية.
وقد تحدث هوفمان فأشار إلى أن الحضارة الغربية على وشك الانهيار بعد أن هجر أهلها الكنائس، ولم تشبعهم المادة التي برعوا فيها روحيا، وذكر أن الإسلام ينتشر بقوة في الغرب لدرجة أذهلت الغربيين أنفسهم، الأمر الذي أدى إلى أن تكون أكثر احتمالات المواجهات العسكرية لحلف شمال الأطلنطي، مستقبلاً ضد الإسلام، وتحدث هوفمان عن الصعوبات التي يواجهها الإسلام في الغرب ومنهج دعوة الغربيين الصحيح إليه، واختتم حديثه متفائلاً بمستقبل زاهر للإسلام.
تصحيح صورة الإسلام:
وكأن د. أسامة الغزالي حرب رئيس تحرير مجلة السياسة الدولة المصرية قد افتتح وأدار الندوة، حيث أشار إلى أن د. هوفمان يعد شخصية إسلامية غربية بارزة، مازالت تثير جدلاً في الأوساط الغربية بعد أن ترك منصبه كمستشار إعلامي لحلف الأطلنطي، وكسفير سابق لألمانيا في الرباط. وانشغل وانهمك بنشر الإسلام وبتصحيح صورته لدى الغربيين، بل والمسلمين أنفسهم، مشيراً إلى أن أبرز ما شجعه على ذلك ثقافته الغربية والإسلامية الكبيرة.
(الغرب يعيش محنة قاسية):
أوضح د، مراد هوفمان في بداية حديثه أن الغرب يعيش محنة قاسية، بعد أن هجر الكنائس المسيحية التي غرقت في خلافات وصراعات مذهبية حول طبيعة السيد المسيح عليه السلام- طبيعة إلهية أو بشرية- واتجهوا نحو عبادة المادة، الأمر الذي قلل من تأثير الكنائس على حياتهم، وذكر هوفمان أن انهيار الكنائس في الغرب لا يعني أن فكرة الإيمان بالله على وشك الاختفاء، بل نلاحظ اليوم أن كبار علماء الغرب في الفيزياء والعلوم الاجتماعية، والحاصلين على جوائز نوبل العالمية، يعترفون أنهم مؤمنون بالله، ويحتاجون لمعرفته، وهو أمر كان نادر الحدوث سابقاً. وقال هوفمان إن الشعوب الغربية أصبحت موقنة ومؤمنة اليوم. إن الحضارة الغربية فشلت في إشباع احتياجاتهم الروحية وأدخلتهم في حروب طاحنة، أكلت منهم الكثير بشرياً ومادياً، وكل ذلك يؤكد أنه من الممكن أن يتحول المسيحيون إلى مسلمين، وأن تتحول الكنائس إلى مساجد بسهولة إذا نجح المسلمون في تقديم الصورة الصحيحة لإسلامهم.
(صعوبات عديدة تواجه الإسلام في الغرب):
وأشار هوفمان إلى أن هناك صعوبات عديدة تواجه الإسلام في الغرب، أبرزها تشويه صورته من قبل الأجهزة الإعلامية والبحثية، وأسباب ذلك معقدة ومتنوعة يرجع بعضها إلى الحروب الدموية بين المسيحيين والمسلمين، والتي عُرفت بالحروب الصليبية، والصراع السياسي والتجاري للسيطرة على البحر المتوسط، حتى أصبحت إدانة الإسلام جزءاً لا يتجزأ من العقلية الأوروبية، ومن هنا نرى أن هناك إجهاض لأي تعاطف مع الإسلام والمسلمين. واستشهد هوفمان بما حدث مع عميدة الاستشراق الألمانية (د. أناميل شميل) للتدليل على صحة كلامه، حيث هاجمتها وسائل الإعلام الألمانية بشراسة حينما انتقدت كتاب سلمان رشدي (آيات شيطانية)، وأكدت أن الكتاب يحتوى على افتراءات وأكاذيب عن رسول الإسلام. وأعلنت أن الكتاب مثل إهانة واضحة للإسلام والمسلمين، وللأسف بسبب كلامها هذا تعرضت د. شميل لاضطهاد وهجوم واسع، وبالطبع كانت أسباب هذا الاضطهاد سياسية وليست دينية. وألمح د. هوفمان إلى صعوبات أخرى يواجهها الإسلام في الغرب، وهى أن الشعوب الغربية ترى- في الإسلام كديانة- أنه يقيد حرية الفرد، فهو يحرم الخمر، ويفرض الحجاب في الصلاة وفي الحج، في الحرارة الشديدة، وكل هذه الأشياء لم تتعودها العقلية الغربية، هذا بالإضافة إلى أن الغرب يتخوف من الإسلام حينما يرى بعض الدول الإسلامية تطبق الحدود السماوية (*) على السارق والقاتل، وبقية الحدود الإسلامية.
ورغم ذلك كما قال هوفمان: فإن الإسلام ينتشر بقوة في الغرب، وبصورة مذهلة، أوجدت الرعب في نفوس الغربيين الحاقدين، بعد أن عرف أبناء الغرب الحقائق الصحيحة عن الإسلام، ونجاحه في إشباع احتياجاتهم الروحية بعد أن أغرقتهم الحياة المادية الغربية في كل شيء، ولا يتوقع أحد اليوم أن يختفي الإسلام، ولكن أن ينتشر ويمتد.
ويضع جنرالات الناتو في حساباتهم أن أكثر المواجهات العسكرية احتمالا في المستقبل لن تكون إلا مع الإسلام، لأنه العدو المتنامي المرتقب الذي ينتشر بقوة، لا يعلمون- حتى الآن- أسبابها (التفاؤل سمتنا كمسلمين).
وأضاف هوفمان: أننا كمسلمين ينبغي أن نكون متفائلين، حتى نحصل على مكاسب، ونستفيد من كل شيء حولنا لنشر الإسلام، وتصحيح صورته في الغرب، وعلى سبيل المثال يمكن أن نستغل شبكة الإنترنيت لصالح الإسلام والمسلمين وليس العكس، فيمكن لنا أن نرسل بالإسلام إلى شاشاتهم وبرامجهم بدلاً من الصور الفاضحة التي يرسلونها إلينا، وإذا كان اللوم مُلقى اليوم على الإسلام من الإرهاب وما يقوم به بعض المسلمين ويلصقه بالإسلام وهو منهم بريء، فإن الإرهاب كان فرصة لتعرف الكثيرين عن الإسلام، وقراءات مؤلفات المسلمين، وترجمات القرآن، وبهذا أتت الريح بما لا تشتهى السفن كما يُقال.
(الحوار بين الإسلام والغرب):
وتطرق هوفمان إلى الحوار بين الإسلام والغرب، فأشار إلى أنه حوار مستحيل بلا فائدة حالياً. إنما الحوار الأكثر فائدة وفاعلية فهو الحوار بين الإسلام والمسيحية في الغرب حيث إن هناك أرضية مشتركة بينهم هي الإيمان بالله، ولكن هذا الحوار لن ينجح إلا إذا تفهمنا كمسلمين ومسيحيين أننا نعيش في قارب واحد، وأن يفهم المسيحيون أن المسيحية يمكن أن تكون أقلية كما هو الحال بالنسبة للأقليات الإسلامية في الغرب، ولابد أن يرتكز هذا الحوار على القبول المتبادل وليس التسامح فقط، وعلينا أن نبدأ بالتسامح حتى نصل إلى درجة القبول خاصة وأن مشاكل عديدة في الغرب يمكن حلها بالتنسيق بين المسلمين والمسيحيين، أهمها مشكلات الشذوذ الجنسي، وانهيار الأسرة، والإجهاض والمخدرات، وارتفاع معدلات الجرائم وبخاصة بين الشباب والتلاعب بخلق الله - الجينات- فيما يسمى علم الهندسة الوراثية.
تطور إيجابي تجاه الإسلام في الغرب:
وقال هوفمان: إن المسلمين والمسيحيين يخشون بعضهم لأسباب مقنعة، ولا يوجد أفظع من الخوف، لأن الخوف يمكن أن يطلق شرارة الحروب، والمؤسسات المسيحية والإسلامية يمكنهما أن تنزع فتيل الحرب إذا تحاورا وتفاهما وتسامحا، وقبّل بعضهم بعضاً، وهذا هو التحدي الذي يواجهنا، فهناك تطور إيجابي تجاه الإسلام في الغرب بخاصة في ألمانيا، فاليوم القساوسة والحكام يرسلون بالتهنئة للمسلمين في أعيادهم، وأصبحت الدعوة للصلاة أو لذبح الحيوانات طبقاً للشريعة الإسلامية حدثاً عادياً متكرراً في الغرب. كما أن تراخيص بناء المساجد تمنح للمسلمين، وأملي وأمنيتي أن يكون هناك مسجد في كل قرية ألمانية أو غربية، بجوار الكنائس المنتشرة بكثرة والتي هجرها مسيحيوها.